الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

بيعة العقبة الأولى والثانية

 

عطية مرجان أبوزر

استمر الرسول محمد صلى الله عليه وآلة وسلم في دعوته بالرغم من كل الصعوبات التي كانت تواجهه , و واجهها بالصبر والثبات والتحمل , مغتمنا كل الفرص لنشر الدعوة بين الناس باحثا عن جهة تمنعه من قريش و ظلمها, ليتمكن من تبليغ الدعوة فكان رسول الله يغتنم المواسم التي تحدث في مكة فيخرج إلى أسواقها ليلتقي وفود القبائل العربية إليها و يعرض عليهم دعوته .

اخذ رسول الله يغرض دعوته على وفود هذه القبائل العربية و يخبرهم بحقيقة ما جاء به , وأنه رسول موحى 
إليه من الله , ويسألهم أن يستجيبوا له ويتبعوه.

و قد عرض رسول الله دعوته على بني حنيفة, و قبيلتي كلب و كندة. فلم يستجيبوا لدعوته, أما بنو عامر فقد اشترطوا للدخول في هذا الدين أن يكون الملك لهم من بعد رسول الله فرد عليهم الرسول بأن الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء , فرفضوا الاستجابة لدعوته. و بينما كان رسول الله يعرض دعوته كان عمه أبو لهب يتبعه إلى تلك القبائل العربية يحثها على عدم تصديق رسول الله متهما إياه بالكذب و الجنون.

استمر رسول الله في دعوتهم يخاطب وفود القبائل العربية و يلتقيهم حرصا على هدايتهم حتى كانت السنة الحادية عشرة للبعثة عندما التقى ستة أشخاص من الخزرج كانوا في قافلة لهم قادمة من يثرب , فعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن الكريم , فشرح الله صدورهم و استجابوا لدعوة رسول الله ثم عادوا إلى يثرب بعد أن اتفقوا معه على أن يلقوه في العام القادم.

المكان الذي جرت فيه البيعة
وفي العام الحادي عشر من البعثة النبوية جاءت وفود من قبيلتي الأوس والخزرج، وهي من أكبر قبائل يثرب، جاءوا من المدينة إلى مكة، فسمعوا بدعوة رسول الله فآمنوا به وصدقوه وفي العام الثاني عشر عادت جماعات منهم وأخبروا قومهم بما سمعوا ورأوا، وبايعوا رسول الله البيعة الأولى، وسُميت بيعة العقبة الأولى، وطلبوا منه أن يرسل معهم تلميذه مصعب بن عمير ليعلمهم القرأن الكريم. واجتهد مصعب بن عمير اجتهادا عجيبا لنشر الدعوة الإسلامية وسمي بأول سفير في الإسلام. وبدأ الإسلام ينتشر في المدينة فأسلم أبناء عمرو بن الجموح، وأسلم بعدها عمرو بن الجموح نفسه، ثم أسلم الطفيل بن عمرو وهو سيد قبيلة دوس وذهب الطفيل يدعو في قومة حتى أسلمت قبيلة دوس جميعاً وآتى بهم يبايعون رسول الله. وانتشر الإسلام انتشارا هائلا ذلك العام بعد تكذيب كفار مكة ومحنة الطائف.

بيعة العقبة الثانية
فى العام الثالث عشر من الدعوة الإسلامية أتى من المدينة ثلاثة و سبعون رجلاً و امرأتان من قبيلتي الأوس و الخزرج فجلسوا مع الرسول   و أتفقوا مع الرسول  على تأييده فى دعوته النبيلة  ثم إنهم بايعوا الرسول   على أن يحموه كأبنائهم و إخوانهم و لهم الجنة , و دعوا الرسول  لزيارة مدينتهم فقبل الرسول   دعوتهم لأسباب عديدة منها : أن الرسول   كان يريد بلداً آمناً لينشر رسالة ربه عز و جل , أما أهل يثرب فقد وجدوا فى هذه البيعة حلفاً سياسياً يقوى شأنهم ضد اليهود وإجلائهم عن أراضيهم و يخفف العداوة بين أهل يثرب من الأوس و الخزرج , بجانب هذا فى المدينة بيت أخوال رسول الله   و قبر أبيه عبد الله و فى منتصف الطريق يوجد قبر أمه رحمها الله  ورضى عنها إن شاء الله .

  

https://seeranabaweh.blogspot.com/p/blog-page.html  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق