عطية مرجان ابوزر
قال الله تعالى في القرآن الكريم " وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ [الصف : 6] و جاء في القرآن الكريم أيضا إنكار اليهود والنصارى لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى:- وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ [الرعد : 43] أما نبي الله محمد خاتم النبيين فقال : (إني عند الله لخاتم النبيين و إن آدم لمنجدل في طينته و سأخبركم بتأويل ذلك: أنا دعوة أبي إبراهيم "ربنا و ابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك" و بشارة أخي عيسى "و مبشراً برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد" و رؤيا أمي التي رأت حين وضعتني قد خرج منها نور ساطع أضاءت منه قصور الشام). وموضوع بحثنا هو التحقق لمصداقية القرآن الكريم في وجود اسم النبي "محمد" صلى الله علية وسلم في التوراة والإنجيل , ومصداقية النبي "محمد" فيما أدعى , والرد على المنكرين من اليهود والنصارى , وقد أخذ هذا الموضوع الكثير من الجهد والوقت لملايين الناس من المسلمين واليهود والنصارى ولا زال الحوار قائما , فكان لا بد من إثبات هذه الحقيقة لنؤكد للمنكرين أنه القرآن معجز وأن محمد نبي رغم أنفهم ,نستعين بالله تعالى على أمرنا هذا إذن أنكر و لازال ينكر غالبية اليهود والنصارى ما جاء في القرآن الكريم حتى يومنا هذا , أي أنهم ينكرون أن كتبهم السماوية قد جاءت على ذكر النبي محمد لا أسما ولا وصفا ولا أية إشارة كانت , ويعتقد المسلمون أن هذه الكتب قد تم تحريفها كما أبلغهم القرآن الكريم :" مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ" فكان من التحريف حذف ومما حذف هذه الإشارات ؟ فكيف لنا أن نثبت في زمن البحث العلمي في معجزات القرآن دحضا لكل منكر وتبيانا لمصداقية نبوة محمد صلى الله عليه وسلم؟ سنثبت بعون الله تعالى أن اسم النبي محمد لازال موجودا في التوراة رسما كما هو مكتوب عندهم بالحروف العبرية هكذا " מוחמד " رغم أنف الكارهين . رغم إعلان الكثير من القساوسة والكهنة إسلامهم في زماننا هذا ومنهم:- إبراهيم خليل فلوبوس .. والقس عزت معوض .. و إسحاق مسيحة .. و فوزي سمعان .. و عبد الأحد داود .. و محمد مجدي مرجان وغيرهم .(انظر فيديو يهود ونصارى دخلوا الإسلام) .إلا أن الصراع يشتد يوما بعد يوم بين فرق من المسلمين واليهود والنصارى حول هذه القضية, و نحن وإذ نخوض مع الخاضعين واجبا شرعيا علينا فإننا بعون الله سنقدم الوثائق المكتوبة والمصورة والمسموعة وسنعتمد الحقيقة الصارخة من كتبهم وتراجمهم ولن نلجأ للإنشاء ولن نترك لهم فجوة غير موثقة يتسفسطون من خلالها والله وحدة المستعان. والحقيقة التي لا يمكن أن ينكرها اليهود والنصارى اليوم أن آبائهم وأجدادهم كانوا دوما على خلاف ولكن قرآننا الكريم كان الأصدق منهم جميعا والذي بشر بان موسى نبيا , وأن عيسى نبيا , وأن كل منهما بشر بنبينا محمد . و تبدأ بكتابهم المقدس وليس بقرآننا وأمرنا إلى ربنا وربهم الذي أخبرنا عما يقولون في بعضهم البعض قبل أن يقولوا في نبينا" َقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ [البقرة : 113] النبي موسى عليه السلام أخبر بني إسرائيل (قومه) بقدوم المسيح عيسى بن مريم نبي الله عليه السلام , بدليل ما قال الكتاب المقدس وكما ورد في سفر التثنية 33 : 2 "هَذِهِ هِيَ الْبَرَكَةُ الَّتِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَبْلَ مَوْتِهِ أَقْبَلَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ سَاعِير"َ أي عيسى عليه السلام, وكذلك أخبرهم موسى أيضا بقدوم عيسى النبي " وَتَأَلَّقَ فِي جَبَلِ فَارَانَ جَاءَ مُحَاطاً بِعَشَرة آلاف من الرجال القديسين" وهذه هي الترجمة العربية المشتركة و الكاثوليكية لهذ السفر.." أما "ساعير" المذكورة هنا فهي "جبال الزيتون" شمال فلسطين و التي أتى منها المسيح بن مريم عليه السلام .. و مشهورة هي كلمة المسيح على جبل الزيتون! ..أما إخبارهم عن النبي محمد فكان عن ذلك النبي الأتي من جبل قاران الذي هو من جبال الجزيرة العربية حيث مولد وبعث محمد خاتم النبيين. ذكرت التوراة الأنبياء والأمكنة الثلاثة التالية: «جاء الله من طور سيناء» يعني موسى بن عمران كليم الله ـ «وأشرق من ساعير» ـ و ساعير هو جبل بيت المقدس الذي الذي بعث الله منه عيسى بن مريم عليه السلام، «واستعلن من جبال قاران» ـ وقاران هي جبال مكة التي أرسل الله منها محمداً صلى الله عليه وسلم. فالتوراة هنا ذكرت هذه الأماكن الثلاثة مخبرةً على "الترتيب الوجودي" للأنبياء بحسب ترتيب وجود الأنبياء الثلاثة في الزمان.(1) .هذا هو الدليل الأول على مكان النبي الثالث الذي ذكرته التوراة في سفر التثنية 2:33 - محمد صلوات الله وسلامه عليه. نتابع الأدلة التي جاءت في ذات السفر المشار إليه بالإشارة إلى الحدث بعد العلم بالمكان , بعد أخبرت التوراة بمكان بعث محمد " جبل قاران" تخبرنا الآن بحدث هو الأهم في تاريخ البعثة المحمدية, في قوله في سفر التثنية : " وَتَأَلَّقَ فِي جَبَلِ فَارَانَ جَاءَ مُحَاطاً بِعَشَرة آلاف من الرجال القديسين" فذلك هو دخول الرسول صلى الله عليه وسلم بعشرة آلاف رجل من أصحابة إلى مكة المكرمة , فيما عرف بفتح مكة ويسمى أيضاُ الفتح الأعظم, و هو الحدث الإسلامي التاريخي الأشهر الذي تم في 20 رمضان 8 هـ, بعد أن هاجر منها، إلى المدينة المنورة, نواة لتأسيس دولته الإسلامية الأولى.بعدها قام الرسول بتجهيز الجيش للخروج إلى مكة فحضرت جموع كبيرة من قبائل جهينة وبني غفار ومزينة وأسد وقيس وبني سليم والأنصار والمهاجرين.وفي رمضان من السنة الثامنة للهجرة غادر الجيش الإسلامي المدينة إلى مكة، في عشرة آلاف من الصحابة بقيادة رسول الله وصلوا " مر الظهران, قريباً من مكة، فنصبوا خيامهم، وأشعلوا عشرة آلاف شعلة نار. فأضاء الوادي. وهذه النار هي ما ذكرها التوراة معهم نار و شريعة قال الله تعالى" لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ [المائدة : 70] ورغم أن المسيح عليه السلام استعرض الكثيرمن المعجزات لليهود المنكرين لنبوته إلا أنهم تأمروا عليه وتنادوا بصلبه وقتله .. أكثر الكهنة كذبوه ولم يؤمنوا به ,و كان منهم رئيس الكهنة الذي كان يسمى قيافا ..الذي مكر و تآمر مع الكثير من اليهود و الرومان ليقتلوا نبي الله المسيح بن مريم عليه السلام .. و كان على رأس الكهنة و الكتبة و جموع الشعب الذين ذهبوا إلى عظيم الرومان بيلاطس كما يقول الكتاب المقدس في 20-21 من الإصحاح 23 من إنجيل لوقا,:" فناداهم أيضا بيلاطس وهو يريد أن يطلق يسوع)( فصرخوا قائلين: اصلبه اصلبه) يريدون قتله والتخلص منه لأنه أتى ليكشف نفاقهم و رياءهم و عمالتهم .. كذلك كان الحال مع وجود الكثير من البشارات في كتب اليهود والنصارى بالنبي محمد و معجزاته التي تؤكد صدقه إلا أنهم قاموا بتحريف الكلم عن مواضعه بدليل قول الله تعالى في القرآن" مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ... [النساء : 46], و لازال الكثير من يهود و نصارى اليوم يصرون على إنكار نبوته و يحاربون بكل قوة كل من قال في ذلك , و هذا ليس بغريب أبدا منهم فقدقال الله تعالى " وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ" المائدة 13 , أي ما تفسيره :- ولا تزال -أيها الرسول- تجد من اليهود خيانةً وغَدرًا, فهم على منهاج أسلافهم إلا قليلا منهم, فاعف عن سوء معاملتهم لك. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق